الأربعاء، سبتمبر 23

تأخرتُ

هناك، ضمتني برفقٍ إليها و قالت اليوم ولدت. بالنشوة حفرنا التاريخ الجديد و بالدموع ودعناه.

قلت لها اليوم: "ميلادك سعيد". قالت "مت منذها عدة مراتٍ، اين كنتِ؟"

الأحد، سبتمبر 20

ارتباك

و رأيتها. و حين رأيتها فهمت ...

و تذكرت الارض و اخذت اداعب باقدامي عتبة الباب و اعد: واحد اثنين ثلاثة... سبعة ثمانية... عشرة و تابعت العد. و تقافزت في رأسي أحرف السؤال و الجر و النصب و الشك. و تحضرت لفتح فاهي و نطق الاحرف الاولى من اسم الشارع الذي اسكن به.  و غاب رأسي عن التحليق و تحول اول كلامي الى تقاطع انفاس...

قلت: لمَ؟
قالت: لأنكِ تخافين الصمت

اقتباس - أحمد مطر

"حينما اقتيد اسيراً
قفزتْ دمعتهُ
ضاحكة:
ها قد تحررت اخيرا!"

السبت، سبتمبر 19

حالة

ريح من الجنوب الشرقي تعصف بذاكرتي



"الثمن عزلة"


 حنين


تأرجح بين حالتين، احداهما أنا


بحث، تعثر و عودة ... الى المستقبل


لم لم تأتِ غدا؟ لم تأخرتِ؟

لقاء

البارحة مساءا، التقيت مجموعة من النساء. جميعهن مثليات و/أو متحررات (ليس فقط). جميعهن من بلادنا.

كان جميلا، و كنَّ جميلات. ليست المرة الأولى التي التقي بها بنساء مثليات من البلاد العربية. و لكن البارحة شعرت بشيء خاص. شعرت ببعض الارتباك، ربما لأننا لم نتحدث اللغة العربية كما تمنيت.

كان اللقاء من اجل الافطار الجماعي (لمعظمهن)، كان هناك اشياء كثيرة لم تقل، و اشياء اكثر تستحق ان تقال مرة أخرى و في سياق مختلف بعض الشيء.

فيما قيل، كان هناك اختلاف في التفاصيل و لكن القصص كانت متشابهة. كلما تكلمت واحدة عن قصتها، ترد ايماءات الوجوه و العيون: "نعرفها جيدا"َ!

في جملة من قابلتهم امرأتين عربيتين تعيشان معا منذ اكثر من عشرين سنة. تحدثتا عن قصة حبهن و كيف التقين و حاربن من اجل البقاء معا.  استمع الجميع لهن بشغف.

جميل ان نحارب من اجل الابقاء على من نحب في حياتنا.

كان يمكن ان استمر ايضا في علاقتي مع المرأة التي اخترت ان اعيش معها اول مرة. و لكننا خفنا و لم نعترف بالخوف فتهنا.

و ها انا اليوم، برغم سعادتي مع شريكتي و حبيبتي ، ما فتئت استنبت مشاعر طواها الزمن، لربما وجدت هناك شيئا البطولة.

اشعر بالسعادة و برغبة شديدة بالبكاء

الخميس، سبتمبر 17

ملاحظة

زمن احترفتُ فيه الكذب. تعلمت الحذر حتى من نفسي و من زلات لساني. كان أقوى ما كتبت كلمات عشقي "الجريئة" و أجمل ما رسمت كانت "فضائحي". أتقنتُ (أيضا) إتلافهم.

ابحث بين أوراق بعثرها الزمان و أخرى بعثرتها يداي، علّي أجدُ أثراً لي. أحيانا أودُّ محاكمة العالم بأسره، أنتُم أيضاً و أنا معكم!

اليوم، اكتبُ و كأنَّ العالم كله يكتب معي، بحذر. فالقهر شيءٌ يتمُّ تذويته تماما كما تتم ممارسته. احمي نفسي من القهر بقهرها أكثر.

حريتي هي حالتي المزمنة، هي أنا.
هل ما زلت انتمي إلى القهر أم أن في سطوري تمرد عليه؟

ودت لو لم تعد

قضت ساعات و ايام امام جدار غرفتها تراقب الصمت

و تنتشي رائحة التبغ المنبعث من سيجارتها


تمنت لو تسقط بلا نهاية


اغمضت عينها و حاولت تخيل شكل السقوط


...


و فتحت عينيها


و كما في كل مساء لم تتغير الاشياء

الثلاثاء، سبتمبر 15

لمَ لمْ أخبره حتى البارحة؟

تساءلت طويلا، لم انتظرت كل هذا الوقت قبل ان اخبره بأني اعيش مع امرأة. لماذا اعود مجددا و مجددا الى نقطة الصفر و كاني لم اخطو خارج الخزانة اللعينة التي هلكونا بسيرتها في الادب الغربي.

مجمل ما توصلت اليه حتى اللحظة يمكن محاولة تلخيصه في شقين.

اولاهما، مرتبط بما تبقى من ممارسة التخفي التي كنت قد احترفتها لسنوات طويلة، و التي ما زال علي التعامل مع بقاياها.

في معظم لقاءاتي الجديدة منذ وصولي هنا توجهت مباشرة هناك، حيث الاحرار. و لكن كان واضحا لدي انني قد بدأت اخطُ فعلا الى الخارج و انّ لا عودة. حتى عائلتي، و ان لم اخبرها اليوم، سأضطر للتعامل معها في مرحلة ما. و لكن أمام أصدقاء كانوا يعرفوني قبل "خروجي" أو آتون من سياقي - ولاد البلد، لا اتمكن من البوح (كلمة بوح هذه سأتحدث عنها باستفاضة في تعليق لاحق يوما ما)... و أتساءل لم؟ لم لا استطيع البوح؟ الجواب هو انني ببساطة احترفت التخفي بشكل يجعله تلقائيا عندي، "اوتوماتيكيا"، فحين اقابل مثل هؤلاء الاشخاص تنشط مخاوفي اضع قناعا و اعيش كذبة. في حالة ابناء بلدي، ربما كانت مخاوفي سببها عدم الثقة بهم. مغايرون قادمون من سياق هم فيه اصحاب القوة. فأعيد وضع قناعا على تفاصيل مني و كأني نميت في بلادي من جديد. اما امام الاشخاص الذين عرفوني قبل الخروج فخوفي ربما كان خجلا من اكتشافهم للذل الذي اضطررت لاجتيازه حين كنت متخفية، و هذا يأخذني الى الشق الاخر من فرضياتي...
ثانيهما، لم يداوي الحاضر الاوجاع و كم الاذلال الذي تراكم في صدري من الماضي، بل هو يغذيهم.

قمة المجد هي ان تطلق النار على نفسك و لكنها ايضا قمة الاذلال حين يكون فحواها الخضوع. ما زلت اعيش هذا الاذلال لأن وطني اللغوي ما زال يسكنني و فيه تسكن جروحي. اعيش مع امرأة و اشتاق لحبيبتي السابقة التي خطفها مني التخفي و اللامشروع. ثم انتهت علاقتنا دون ان تنتهي. بأعمق الذل و الخسارة. قمة الاستلاب. هل بامكاني يوما ان اتعايش مع وضعي الجديد و أن ابني لي وطن في اللاوطن؟ هل من الممكن ان اتوقف يوما عن ال "ماذا لو"؟ ماذا لو كان ما اعيشه الان معها؟ تحررت و لكني لم اتحرر. ما زلت هناك، حيث اسرتي، حيث القبيلة، حيث اكثر النصوص بدائية و انهزامية و بذاءة و حيث اطيب القلوب. ما زال كل هذا يشدني و يجعلني اتمادى في اتجاهين: مقاومة الهروب و الهروب من التحدي.

و أخيرا!

سأبدأ من النهاية... اليوم خطيت خطوة جميلة... تحدثت و احد اعز أصدقائي عني، قلت له الكثير و في جملة ما قلته كان أني أعيش مع امرأة يعرفها جيدا... فرح و تفاءل و أنا فرحت لفرحه و شعرت باني أحبه أكثر من أي وقت مضى... كم غبي أن نعيش دهرا مع أشخاص نحبهم دون أن نحدثهم عن الأشياء التي تحتل مساحات هامة من وعينا و وجودنا وجداننا.

لم اجرؤ بعد على التحدث عن الموضوع مع عائلتي. يوجعني ان اتخيلهم غارقون في الهم امام قصتي. لم اجد بعد صيغا مناسبة للتحدث معهم. سيعرفون لاحقا أم اجلا، فأنا لست انوي الانفصال عمن احبها و لكن ليس الهدف ايلامهم.

مما لا شك فيه انه فيما يتعلق بالاصحاب فجميعهم سعيد لسعادتي مع الانسانة التي احبها و هذا اجمل ما يحدث لي بحياتي بعد ان عشت ازمانا في الظل، ها انا اليوم، هاربة صحيح و لكني، اعيش قصة حبي و ارتباطي علنا...

الجمعة، فبراير 22

من أنا؟؟؟

حين نعرف على انفسنا قد نبدأ بأعمق جروحنا...

أنا امرأة ... و أنا مثلية 


و لكن لمن لديه شك، لن تقتصر كتاباتي على مثليتي. يفترض ان تعيد هذه المدونة طرحي بلا رقابة و بلا حذف مع التذكير بان الموضوع اكثر جدلية مما يبدو عليه. فانا في انتزاعي لحرية الكينونة في خطابي على هذه المدونة اكون قد تعرضت للحذف مجددا. لاني ببساطة اختزل حريتي (أي انا) هنا و الان.

اوكي، لنضعها كما يلي: انا امرأة و عربية و مثلية و حرة، مزيج دفعت له اثمانا و ما زال امامي المزيد. و لكن لنضع الاثمان جانبا الآن. أرغب فقط الاشارة الى أن هدف مدونتي ليس هو التظلم و انما التحدي!

مع مقاوماتي الشديدة للبدء في الكتابة (لأسباب قد اشرحها يوما ما)، احب في النهاية ان المدونات هي صناعة لتراث من نوع جديد...

الحب كل الحب لكل حرة و حر